من منطلق أنَّ الموظفين هم أهم أصل في الشركة، يقع على عاتق المديرين وقسم الموارد البشرية رعاية الموظفين وتوفير بيئة عمل داعمة لهم. إنَّ الاهتمام بالحالة المعنوية للموظفين ليست مجرد واجب، بل استثمار طويل الأجل يعود بالفائدة على الجميع؛ فعندما يشعرون بالدعم والتقدير، يصبحون أكثر ارتباطاً وولاء لشركتهم، وأكثر حماسة لإنجاز المهام الملقاة على عاتقهم.
لذا في هذا المقال، سنتحدث عن أهمية التحفيز في مكان العمل، ونذكر أهم طرق تحفيز الموظفين الموارد البشرية وكيف تشجع الموظفين على العمل؟، بالإضافة إلى أفضل العبارات التشجيعية التي تساعد على ذلك.
حيث يوجد الكثير من الدراسات العلمية التي أثبتت بأن الموظفين الذين يشعرون بالإيجابية ويشعرون بالتحفيز والتقدير، يكون الأداء في العمل أعلى بشكل كبير، مما يعود عليهم بشكل أفضل للمزيد من الإنتاجية، ويعود على المؤسسة بالعمل الأعلى أداء، تابع معنا للتعرف على كيفية تحفيز الموظفين وزيادة الإنتاجية.
أهمية تحفيز الموظفين
ترتبط أهمية تحفيز الموظفين بشكل مباشر بزيادة الإنتاجية في المؤسسات وتحقيق الأهداف، فعندما يشعر الموظفون بدعم وتشجيع مديريهم، يتضاعف لديهم الشعور بالانتماء والالتزام تجاه شركتهم، مما يدفعهم للابتكار وبذل جهد مضاعف في أداء واجباتهم الوظيفية. كما أنَّ طرق تحفيز الموظفين في العمل، والتي يتبعها المديرون، من شأنها أن تخلق بيئة عمل إيجابية وداعمة تشجع على التطور المهني، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على رضا الموظفين، فتزداد معدلات الاحتفاظ، ويقل معها التسرب الوظيفي ودوران العمالة ومعدلات التغيب عن العمل؛ مما يحفظ للشركة أثمن المواهب والكفاءات التي تعمل فيها.
إضافة إلى ذلك، التحفيز في العمل عامل حاسم في تحسين العلاقة بين الموظفين والإدارة، فهو يخلق جواً من الثقة والاحترام المتبادل ورفع كفاءة الموظفين؛ وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة التعاون والعمل الجماعي، ويفتح الباب واسعاً أمام المزيد من الابتكار والإبداع، ويشكِّل عامل جذب لاستقطاب المزيد من المواهب التي تتنافس عليها الشركات في سوق العمل.
وبشكل عام، يمكننا فيما يلي أن نقوم، بعد الميزات والفوائد الأساسية التي سوف تعود على المؤسسة:
الإنتاجية:
- عندما يكون هناك التحفيز الوظيفي الكافي، فإن ذلك سوف يجعلهم يشعرون بالمزيد من الإيجابيات، والجاهزية العمل، و مما يعني زيادة الإنتاجية، ومما يعني أيضا في النهاية أن يتم تحقيق أهداف الشركة بشكل مناسب وبالتالي تطبيق أفكار لتطوير العمل في الشركات.
- الرضا الوظيفي يجب أن يكون من أولويات جميع الشركات الناجحة، وذلك لأن التحفيز للعمل سوف يرفع من رضا الموظفين عن بيئة العمل، وسوف يرتفع من الرضا عن البقاء في الشركة، مما يزيد الأشخاص و من انتمائهم ويقلل من التوتر والضغط النفسي، ويرفع من العمل في الشركة.
الإبداع:
- تحفيز الفريق المتواصل على الأشياء الإيجابية التي يقوم بها الموظفين وتقدير مهامهم بشكل كامل يؤدي إلى زيادة الإبداع وزيادة الابتكار بسبب تشجيع الموظفين المعنوي الذي يحصلون عليه، وذلك يجعلهم أكثر استعدادا لتقديم المزيد من المساعدات.
تحقيق الأهداف:
- يعمل الموظفين على زيادة نجاح الشركة، كل ما كان أداؤهم ونفسيتهم أفضل، وكلما كان رضاهم الوظيفي أفضل، ومع التحفيظ، ينعكس كل ذلك على ارتفاع الأداء، والذي ينعكس على تحقيق أهداف وتطلعات الشركة.
كما تشير الدراسات إلى أن تحفيز الموظفين في بيئة العمل الناجحة لا يقتصر فقط على الرواتب والمزايا المالية، بل يعتمد بشكل كبير على تعزيز الشعور بالانتماء والتقدير. وفقًا لتقرير صادر عن Gallup، فإن الموظفين الذين يشعرون بالتقدير والإشادة بأدائهم يميلون إلى زيادة إنتاجية الموظفين بنسبة تصل إلى 21%.
كما أوضح الباحث دانيل بينك في كتابه “Drive: The Surprising Truth About What Motivates Us” أن التحفيز الداخلي المستند إلى عوامل مثل الاستقلالية والإتقان والهدف يلعب دورًا محوريًا في رفع معنويات الموظفين وتحقيق الرضا الوظيفي. من هنا، تصبح بيئة العمل المحفزة أداة استراتيجية تسهم في تعزيز أداء الموظفين وتقليل معدلات الدوران الوظيفي، مما ينعكس إيجابًا على نجاح المنظمة ككل.
إذاً في المحصلة، تحفيز الموظفين عبارة عن استثمار استراتيجي طويل الأمد، ينعكس إيجاباً على الأداء العام لأي شركة، ويزيد من قدرتها التنافسية.
اقرأ عن: كيف يمكن لمديري الموارد البشرية تحسين تجربة الموظف؟
6 طرق فعالة لتحفيز الموظفين
هل تبحث عن كيف ترفع حماس موظفيك؟ في الحقيقة إنَّ أساليب تحفيز الموظفين وخلق بيئة عمل محفزة وداعمة للموظفين هو استثمار استراتيجي لأي شركة تسعى للنجاح والتميز؛ فالموظفون المتحفزون هم الأكثر إنتاجية وتفانٍ في أداء أدوارهم الوظيفية. لذا إليك فيما يلي كيفية خلق بيئة عمل محفزة:
الشفافية والتواصل مع الموظفين بفاعلية:
من أفضل طرق لتحفيز فريق العمل لتحقيق الأهداف الشفافية، فهي أساس بناء الثقة وتعزيز الروح الجماعية؛ فعندما يكون المديرون واضحين بشأن أهداف الشركة والتحديات التي تواجهها، والقرارات التي تتُخذ، يشعر الموظفون بأنَّهم جزء من عملية اتخاذ القرار وأنَّ آراءهم محل تقدير. هذه الشفافية تُقلل من الشائعات وسوء الفهم، وتخلق مناخاً من الأمان الوظيفي والاستقرار.
أما التواصل الفعال فهو الوسيلة لتعزيز هذه الشفافية، إذ يمكِّن الموظفين من أن يعبِّروا عن أفكارهم ومخاوفهم دون خوف من الانتقاد أو العقاب. من خلال عقد اجتماعات دورية مع الموظفين، يمكن لالإدارة أن تبني جسراً متيناً للتواصل مع موظفيها وفرق العمل لديها؛ يمكنها من فهم احتياجاتهم ومشكلاتهم بصورة أفضل، وبالتالي تقديم الدعم المناسب.
تقدير الموظفين والاعتراف بمجهوداتهم:
أي موظف يشعر أنَّه موضع تقدير، وأنَّ مجهوداته تحظى بالإشادة، يزاد الدافع لديه لبذل المزيد والتفاني بعمله، وتقديم أعلى مستويات الجودة في عمله. الفائدة هنا لن تقتصر على الموظف نفسه، بل ستشمل المؤسسة بأكملها، خصوصاً إذا أصبحت هذه الحالة عامة تشمل الموظفين جميعهم.
نت ضمن أفكار لتحفيز الموظفين الاعتراف بالإنجازات، مهما كانت صغيرة، لأنه يرسخ قيماً إيجابية في مكان العمل، ويحفز روح التنافس الشريف بين الموظفين. هناك العديد من طرق التحفيز للموظفين التي تمكِّن أي شركة من إظهار امتنانها تجاه موظفيها، مثل المكافآت المالية والعينية والترقيات، والتعبير عن الشكر والتقدير بشكل شخصي أو علني. كما يمكن تنظيم فعاليات ولقاءات لتكريم الموظفين المتميزين، وإشراكهم في اتخاذ القرارات. لكن يظل من الهام أن يكون هذا التقدير صادقاً ومستمراً، وأن يرتبط بشكل مباشر بتقييم الأداء والإنجازات الفردية والجماعية.
توفير فرص النمو والتطور المهني:
لا يرغب أي موظف في أن يظل عالقاً في منصبه الوظيفي إلى ما لا نهاية، بل يطمح إلى صعود درجات السلم الوظيفي والوصول إلى أعلى منصب ممكن؛ وهذا ما يجعل من توفير فرص النمو والتطور المهني وتطوير الموظفين في بيئة العمل من أهم طرق تحفز الموظفين التي لا يجب على أي شركة أن تتجاهلها، وخصوصاً أنَّ هذه النقطة تحديداً هي من أهم نقاط الجذب التي ينظر إليها المرشحون للوظائف في وقتنا الحالي ويمكن تطبيقها من ضمن أفكار ليوم السعادة للموظفين.
للقيام بذلك، يجب على الشركات أن توفر لموظفيها برامج التدريب والتطوير المختلفة، سواء كانت داخلية أم خارجية، والتي تساعدهم على اكتساب المهارات والمعارف اللازمة للتألق في وظائفهم الحالية أو المستقبلية. بالإضافة إلى تقديم برامج الإرشاد والتوجيه التي تساعد الموظفين على تحديد أهدافهم المهنية ووضع خطط للوصول إليها، وتوفير فرص العمل في مشاريع جديدة أو في أقسام مختلفة داخل الشركة، مما يتيح للموظفين اكتساب خبرات متنوعة وتوسيع مداركهم.
إيجاد بيئة عمل تدعم التوازن بين الحياة المهنية والشخصية:
يثمِّن الموظفون الشركات التي تنظر لاحتياجاتهم ومسؤولياتهم الشخصية، بالطريقة نفسها التي تنظر إلى أدائهم ومخرجات عملهم، ويرتفع مستوى رضاهم الوظيفي والتزامهم تجاه العمل حول الية تحفيز الموظفين. في حقيقة الأمر، لا يعمل أي شخص من أجل العمل نفسه، بل لتلبية احتياجاته واحتياجات أسرته، وهذا ما يجعل هذه الاحتياجات هي المحرك الرئيس للعمل نفسه، والنجاح والترقي فيه أيضاً.
ولتحقيق هذا التوازن الذي يساهم في تقليل التوتر والاحتراق الوظيفي، ويؤدي إلى تحسين الأداء العام وزيادة الولاء والانتماء، يمكن للشركات إنشاء سياسات مرنة تتعلق بساعات العمل، مثل إمكانية العمل عن بُعد (إن دعت الحاجة لذلك)، أو توفير جداول عمل مرنة تمكِّن الموظفين من إدارة وقتهم بشكل أفضل. كما يمكن توفير إجازات مدفوعة الأجر، بما في ذلك إجازات الأمومة والإجازات المرضية التي توفر للموظفين وقتاً كافياً للاهتمام بأسرهم واحتياجاتهم الشخصية دون الشعور بالضغط أو القلق من تأثير ذلك على مسارهم المهني.
العدالة والإنصاف:
تشمل طريقة تحفيز الموظفين العدالة والإنصاف وهي من أساليب التحفيز الحديثة للموظفين، فعندما يشعر الموظفون بأنَّهم يعاملون بطريقة عادلة ومتساوية مع أقرانهم، بغض النظر عن جنسهم أو دينهم أو عرقهم أو أي اختلافات شخصية أخرى، فإنَّ ذلك يعزز من شعورهم بالانتماء والولاء تجاه المؤسسة، ويدفعهم لبذل المزيد من الجهد والتفاني في عملهم.
إنَّ تطبيق هذا المبدأ في مكان العمل ضمن أفكار تسعد الموظفين يتطلب توفير فرص متساوية للجميع في التقدم والتطور المهني، وتطبيق سياسات ومعايير واضحة وشاملة، وتوفير بيئة عمل خالية من التمييز والتحيز. كما يجب أن يكون هناك نظام عادل لتقييم الأداء وتوزيع المكافآت والحوافز، بحيث يرتبط ذلك بشكل مباشر بالإنجازات الفردية والجماعية.
توفير الدعم المادي (مثل ميزة الوصول للأجور المكتسبة):
تعد المزايا التي تقدمها الشركات لموظفيها، مثل التعويضات والمزايا المادية، واحدة من طرق تحفيز العاملين الفعالة التي تساهم في جذب المزيد من الموظفين الموهوبين. توفير ميزة الوصول إلى الأجور المكتسبة على سبيل المثال، يعطي الموظف شعوراً أكبر بالسيطرة على أموره المالية، ويمكِّنه من إدارة نفقاته وتلبية احتياجاته الطارئة بسهولة أكبر، الأمر الذي يساهم بصورة كبيرة في تقليل التوتر والقلق المرتبطين بالوضع المالي، مما يؤثر إيجاباً على أدائه ويمكِّنه من التركيز أكثر على مهام عمله.
وفي هذا الصدد، تُبدع كيوسالاري وتتألق في هذه النقطة، إذ تساعد الموظفين على تلبية متطلباتهم المالية، وتقلل من حاجتهم إلى استخدام القروض أو بطاقات الائتمان أو غيرها من الخيارات التمويلية ذات التكلفة العالية من خلال حل جذري يتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية، يتيح للموظفين الوصول إلى السيولة المالية التي يحتاجونها في أي وقت خلال الشهر، بما يساعد في تمكينهم وتحفيزهم، لتكون كيوسالاري واحدة من طرق تحفيز الموظفين العديدة التي يمكن للشركات الاستعانة بها. فماذا تنتظر؟ سجِّل شركتكَ اليوم ومكِّن موظفيك مالياً من خلال أحدث استراتيجيات تحفيز الموظفين!!
اقرأ أيضا: كيف تعزز الولاء الوظيفي داخل شركتك
بعض عبارات تحفيز الموظفين
عبارات تحفيزية للعمل هي أداة قوية ترفع معنويات الموظفين دون أي تكاليف. كل ما يتطلبه الأمر هو الشعور بالتقدير تجاههم، ومكافأتهم ولو بصورة معنوية عن الجهود التي يبذلونها في عملهم. إليك عبارات تحفيزية للموظفين الجدد يمكنك استخدامها في أي وقت، ولأغراض مختلفة أو حتى توزيعها على شكل رسائل تحفيزية للموظفين:
- كل واحد منكم يمتلك مهارات وقدرات يتميز بها عن غيره، وهذا ما يجعلنا فريق عمل متكامل وناجح.
- لقد كنتم جميعاً جزءاً من هذا الإنجاز التي حققته شركتنا. أنا فخور بالعمل معكم.
- نحن نمر الآن بتحدٍ نستطيع معاً تجاوزه، لذا لا تترددوا بمشاركة أفكاركم واقتراحاتكم.
- تهانينا على هذا الإنجاز الرائع، أنتم تستحقون كل تقدير.
- ما أنجزتوه في هذه الفترة القصيرة، يُثبت أنِّكم قادرون على تحقيق أي هدف نسعى إليه.
- كلنا نخطئ، لكنَّ العبرة في التعلم من الخطأ. لذا انظروا إلى ما حدث على أنَّه فرصة للتطور وتحسين بيئة العمل.
- تذكروا دائماً أنَّكم الأفضل فيما تقومون به.
إذاً كما رأينا في عبارات تحفيز فريق العمل، الاستثمار في تحفيز موظفيك هو استثمار في نجاح شركتك وعملك. من خلال اتباع طرق تحفيز الموظفين المذكورة أعلاه، يمكنك توفير بيئة عمل محفزة وداعمة لهم، تدفعهم لتقديم أفضل ما لديهم، وزيادة إنتاجيتهم وإبداعهم، بما يساهم في تحقيق أهدافك طويلة الأمد. فقط تذكر أنَّ الموظفين أهم أصل تمتلكه الشركات، وعندما يشعرون بأنَّ جهودهم محل تقدير، فإنَّهم يقدمون أفضل ما لديهم.
اقرأ في: كيف تكون مدير ناجح بشكل أكبر؟

